
قدم فريق الهلال، صورة مذهلة في افتتاح مباريات الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، بعدما اكتسح جوانجو الكوري الجنوبي، بنتيجة (7-0)، خلال المباراة التي جرت بين الطرفين، مساء اليوم الجمعة.
ويعد ذلك هو الفوز الأكبر في تاريخ الهلال على المستوى الآسيوي، مكررا ما حققه أمام الدحيل القطري في نصف نهائي نسخة 2022-2023، وهي أحد الليالي الاستثنائية للزعيم.
وشهدت المباراة، ظهور العديد من النقاط الفنية البارزة التي تسببت في خروج النتيجة بهذا الشكل، حيث كان الهلال هو الطرف الأفضل بدون أدنى شك.
إعصار الهلال
بدأ البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال، المباراة بكامل قوته، معتمدا على طريقة (4-2-3-1)، تتحول إلى أشكال عديدة مثل (4-4-1-1) و(3-4-3)، بالإضافة إلى لا مركزية مستمرة بين اللاعبين، وخاصة الخط الأمامي.
وقرر جيسوس الضغط على الفريق الكوري من كافة أرجاء الملعب مع تضييق المساحات، في محاولة للتسجيل مبكرا، وهو ما حدث بعد مرور 6 دقائق فقط، من ضربة رأسية جاءت بتوقيع الصربي ميلينكوفيتش سافيتش.
ضغط الزعيم لم يرتكز على نقطة أو جانب واحد، بل كان من الطرفين الأيمن والأيسر، بالإضافة إلى العمق، بعرضيات وتمريرات بينية وطولية، لدرجة أن الفريق الكوري لم يستطع امتلاك الكرة لمدة دقيقة واحدة على الأقل من شدة الهجوم.
وتسبب هذا الضغط في تراجع للفريق الكوري بأكمله للخلف بسبب شراسة لاعبي الهلال، ولكن هذا لم يمنع إعصار "الزعيم" من القضاء على المباراة، في 33 دقيقة، بتسجيل ثنائية جديدة عن طريق البرازيلي ماركوس ليوناردو وسالم الدوسري.
والأهم من تسجيل الثلاثية، هو قدرة جيسوس على تسيير المباراة بعدة طرق، منها تراجع فريقه للخلف بعد تسجيل الهدف الثاني، من أجل الراحة وسحب عناصر جوانجو للأمام، وهو ما حدث بهجمة مرتدة أنهاها الدوسري في الشباك.
ويعني ذلك أن هجوم الهلال لم يرتكز على الضغط وفرض السيطرة فقط، بل امتد للهجمات المرتدة وغيرها من الأمور.
أفكار مختلفة
من ضمن الأفكار التي ظهر بها جيسوس في مباراة الليلة، الاعتماد على البرتغالي روبن نيفيز كقلب دفاع ثالث أثناء بناء الهجمة، لتتحول الطريقة إلى (3-4-3)، مع تحرير الظهيرين كانسيلو أو ياسر الشهراني بعد نزوله (يمينا)، بالإضافة لرينان لودي (يسارا).
وكان نيفيز أحد أهم نجوم المباراة، وبمثابة صمام الأمان في الحالة الدفاعية، بعودته ليقف أمام حسان تمبكتي وكاليدو كوليبالي، ثنائي القلب، لمنع الخصم من الاختراق، بالإضافة لإبعاد العرضيات من على حدود منطقة الجزاء، واستقبال الكرات العائدة من العمق.
وبالنسبة لطرفي الملعب، فإن جيسوس اعتمد على دخول مالكوم وسالم الدوسري للعمق أحيانا، وترك الخط والعرضيات والمواجهات الفردية للظهيرين، بهدف تكثيف الضغط من الجانبين وزيادة العدد بمنطقة الجزاء.
فضلا عن سافيتش الذي يعتبر بمثابة مهاجم وهمي في تشكيلة الهلال، عن طريق القدوم من الخلف واقتحام المساحة الخالية داخل منطقة الجزاء، نتيجة سحب مدافع أو اثنين من قبل ميتروفيتش أو ليوناردو.
ونتج عن ذلك، تسجيل هدف وصناعة مثله، بالإضافة إلى التناغم الكبير بين ليوناردو وميتروفيتش في الخط الأمامي، حيث يتبادل الثنائي أدوار رأس الحربة بصورة مستمرة، وهو ما وضع الخصم دائما تحت الضغط.
كذلك، اعتمد جيسوس في الجزء الأخير من المباراة على سلاح التسديد، بعد نزول الثنائي ناصر الدوسري وعبد الله الحمدان، حيث تمكنا من وضع البصمتين السادسة والسابعة.
أخطاء بالجملة
بعيدا عن إعصار الهلال وتفوقه طولا وعرضا، إلا أن جوانجو كان سيئا للغاية، وخاصة في الجانب الدفاعي، حيث خسر أغلب الصراعات الهوائية والأرضية، بالإضافة للأخطاء المتكررة من الخط الخلفي.
لاعبو جوانجو حاولوا اللعب بأسلوبهم المعتاد، والمتمثل في التدرج بالكرة من الخط الخلفي، وصولا للمناطق الأمامية، ولكنهم فشلوا أمام ضغط نجوم الهلال.
فضلا عن المساحات التي ظهرت خلف الظهيرين وقلبي الدفاع، وابتعاد الخطوط وخاصة بين الوسط والخط الخلفي، وهو ما استغله الهلال بنقل الكرة سريعا ثم اقتحام منطقة الجزاء، مما تسبب في الهدف الخامس من توقيع مالكوم.
إضافة إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبه أحد المدافعين في الهدف الرابع الذي سجله ميتروفيتش، حيث أصر على نقل الكرة، رغم ضغط اللاعبين، ليتم افتكاكها واهتزاز مرمى فريقه.
وعانى الخصم من تميز الهلال في الكرات الهوائية، بالإضافة للتحركات المستمرة بدون كرة، ليكتب الفريق الكوري واحدة من أسوأ المباريات التكتيكية والفنية بالتاريخ.